Al-Jazeerah
Al-Haram Mosque in Makkah The Prophet's Mosque in Madinah . Al-Aqsa Mosque Compound in Jerusalem

 

slam: God's Message of Guidance to Humanity

 

By Hassan Ali El-Najjar

 

Table of Contents

 

I. Introduction: Basic Information

 

1. Islam: A Brief Introduction  

 

2. Three Levels of Faith: Islam, Iman, and Ihsan 

 

3. The Scientific Evidence That God Exists and the Holy Qur'an Is His Message to Humanity 

 

4. Creation and Evolution in the Holy Qur'an

 

5. Humans, As God's Caliphs on Earth

 

6. Adam's Contest With the Angels, and Getting Out of Paradise


7. Worshippers By Choice Or Forced Slaves?  

 

8. The Relationship Between the Spiritual and the Physical Aspects of Islamic Teachings  

 

9. Mind, Self, Soul, Spirit, and Happiness from an Islamic Perspective 

 

10. Heart-Mind Relationship in the Holy Qur'an  

 

II. Islam: The Five Pillars of the Faith Structure

 

11. Islamic Proclamation of Faith

 

12. Performing Islamic Prayers

 

13. Giving Zakat, Charity, The Third Islamic Duty

 

14. Fasting and Ramadhan, Great Gifts from Allah to Muslims

 

15. Haj, Pilgrimage, the Fifth Pillar of Islam

 

III. Iman: Allah, His Angels, Messengers, Messages, Latter Day, and Qadar

 

16. Allah, As He Described Himself in the Holy Quran 

 

17. Angels

 

18. Noo'h, Noah, in the Holy Quran  

 

19. Ibrahim, Abraham, in the Holy Quran

 

20. Moussa, Moses, in the Holy Quran

 

21. 'Eissa, Jesus Christ, in the Holy Quran  

 

22. Muhammed in the Holy Quran

 

23. Prophet Muhammed's Night Journey and Ascent to Heavens, Al-Issra Wal Mi'raj

 

24.The Last Day, The Hour, Resurrection, Reckoning, and Judgment

 

25. God's Precise Measurement and His Just Decree, Al-Qadar Wal Qadha

 

IV. I'hsan: Watching Allah in What We Say and What We Do

 

1. Introduction to Islamic Law, Shari'a, Part I, Prohibition, Don't Do, and Do Commands in the Holy Quran

 

2. The La (No) Commands

 

3. The Imperative Commands

 

***

 

Articles with Islamic Perspective:

 

Health Care Crisis in the US: An Islamic Perspective

 

"Terrorism" & "Islamo-Fascism" Propaganda Campaigns: An Interactive Lecture

 

Six Questions About Islam, Muslims and Jews

 

Five Islamic Issues: Predestination and choice, position toward other religions, angels, and the End of Days

Food: Islamic Rules and Teachings
 

 

Are Muslim women second-class citizens  

The French Ban on Islamic Headscarf

 

Links to Islamic Topics 2007-2010

 

Links to Islamic Topics 2007

 

Links to Islamic topics 2006

 

Links to Islamic topics 2005

 

Links to Islamic topics 2004

 

Links to Islamic topics, 2003

 

2002 Links to Islamic topics

 

 

Islam:

God's Message of Guidance to Humanity

 

Appendix to Article # 11

 

Al-Qadha Wal Qadar

 

By Shaikh Yousuf Al-Qaradawi

 

12th of Sha'aban, 1431 H, 24th of July, 2010

 

This is an appendix to Endnote # 4 of the Article # 11 of "Islam: God's Message of Guidance to Humanity," titled

" Worshippers By Choice Or Forced Slaves? ."

 

 Shaikh Yousuf Al-Qaradawi addressed the topic of Qada and Qadar, which addresses choice and predestination in his weekly program, "Islamic Law and Life" (Al-Shari'a Wal Hayah), in Aljazeera TV. The following is the complete Arabic text of the discussion. It can also be accessed at:


http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=32&version=1&template_id=105&%20parent_id=16

 الشريعة والحياة

السبت 21 يوليو 2001

القضاء والقدر

 

مقدمة

 

هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟

الإنسان يشاء بمشيئة الله

مفهوم الهداية

لو سقط جسر نتيجة تقصير .. هل هذا قدر؟

علم الله واختيارية الإنسان

والله خلقكم وما تعملون

علم الله وإرادته

هل يمكن دفع القدر؟

المقدمة

لقاءنا هذا اليوم سيتمحور حول قضية (القضاء والقدر) وتحديداً في جزئية منه في كون الإنسان مسيَّر في أعماله أم مخيَّر، ولمناقشة هذا الموضوع معي ويسعدني أن يكون دائماً معي العلامة الشيخ يوسف القرضاوي ضيفنا الدائم في هذا البرنامج..

إلى أعلى 

المقدم
فضيلة الشيخ، لو سألناك سؤال مبسط، هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟

القرضاوي
هذا سؤال قديم جديد، ونستطيع أن نجيب عنه إجابتين إجابة جادة وإجابة ساخرة، الإجابة الساخرة أجاب بها شيخنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حين سُئل يوماً هل الإنسان مسيَّر أو مخيَّر؟ فأجاب على طريقته قال لهم "الإنسان في الغرب مخيَّر وفي الشرق مسيَّر"، فالإنسان في الشرق تسيره الحكومات وتفرض عليه سياساتها وليس له رأي لا في اختيار الحكام ولا في محاسبتهم ولا في مساءلتهم ولا في ما يجري عليه من أمور فهو إنسان مسيَّر بينما في الغرب هو مخيَّر لأنه له رأيه وله احترامه وله سلطته في اختيار الحكام وفي مساءلتهم وفي محاسبتهم، فكانت هذه إجابة الشيخ الغزالي رحمه الله.

المقدم
وماذا عن الإسلام الذي لا يعرف شرقاً ولا غرباً؟

القرضاوي
هذه هي الإجابة الجادة التي سوف نجيب بها وهي أن الإنسان مسيَّر في أشياء ومخيَّر في أشياء يعني هناك أشياء الإنسان فيها مسيَّر ليس له فيها إرادة، ما يتعلق بالنظام الكوني العام من حوله، أنا لست الذي يسير الأمور أو يكوّر النهار على الليل أو يخرج الشمس أو يطلع القمر أو يجري المياه في البحار، هذه الأشياء تجري بأقدار يعني على الإنسان ولا دخل للإنسان فيها، حينما كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعض الناس أنها انكسفت لموت ابن النبي عليه السلام، قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته، فهي من آيات الله، (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم).. إلى آخره، ما في الكون لا يستطيع الإنسان أمامها شيئاً، أيضاً هناك أشياء تتعلق بالإنسان وليس له دخل فيها كوني ولدت من أبوين مصريين ولدت في مصر وفي قرية صفط تراب في مديرية الغربية وكوني ولدت في الزمن الفلاني في سنة ستة وعشرين وكوني أبيض أو أسود، طويلاً أو قصيراً، ذكياً أو غبياً يعني هذه الأشياء أنا ليس لي علاقة بها أيضاً يعني لا أُسأل لماذا كنت مصرياً لأني لم أجعل نفسي مصرياً، لماذا كنت بطول كذا، لا يسأل الإنسان لا عن ذكاءه ولا عن غباءه ولا عن طوله ولا عن قصره فكل هذه الأشياء الإنسان فيها مسيَّر أي هي مقدرة عليه.

المقدم
طيب إذا دخلنا في صلب الموضوع وما هو خاضع لإرادة الإنسان؟

القرضاوي
قلنا في النظام الكوني العام الإنسان مسيَّر وفي بعض أعماله هو مسيَّر مثل ما أختير له من لون ومن طول ومن قصر ومن ذكاء ومن غباء ومن..إلخ، بل بعض أعمال الإنسان نفسها، يعني الإنسان مثلاً يأكل باختياره إنما بعد ذلك عمل الجهاز الهضمي ليس باختياره يعني تشتغل المعدة بدون اختيارك، الجهاز الدموي الأوعية الدموية والقلب وتدفقات الشرايين ليس لك فيها أيضاً اختيار الجهاز التنفسي.. كل هذه الأشياء ليس للإنسان فيها اختيار هناك الإنسان الشيء المخيَّر فيه ما نسميه الأعمال الاختيارية التي يعملها الإنسان بإرادته يفكر فيها ويختارها وينفذها، الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان عقلاً به يفكر وإرادة بها يرجّح وقدرة بها ينفّذ فهذه الأعمال مثل الإنسان يصلي أو يزكي أو يكتب أو يقرأ أو يعمل خلاف ذلك يشتم يسب يشرب الخمر يعني الأعمال الصالحات والأعمال السيئات هذه هي الأعمال الاختيارية التي يحاسَب عليها الإنسان لأنها صادرة عن علم منه وعن إرادة منه واختيار وعن قدرة.

إلى أعلى 

المقدم
طيب اسمح لي بالمقاطعة هنا، في صميم هذه الأعمال كلها مفهوم الهداية، الهداية نسبها الله لنفسه في أكثر من موقع في القرآن الكريم وهي مفتاح كل الخير مفتاح الأعمال التي تطلب الأديان كلها من الناس أن يفعلوها يعني كيف توفق بين هذه الاختيارية التي ذكرت وبين أن ينسب الله سبحانه في القرآن في مرات عديدة في آيات كثيرة الهداية إلى نفسه؟

القرضاوي
الهداية في القرآن ثلاث مراتب فيه مرتبة الهداية الكونية العامة وهي التي قال فيها سيدنا موسى، (قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)، (سبّح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوّى * والذي قدّر فهدى)، فكل المخلوقات عندها قدر من هذه الهداية الكونية التي تجعل النبات يأخذ ما يحتاج إليه يعني شجرة التفاح تأخذ وتمتص من المعادن والأشياء من الأرض ما لا تمتصه شجرة الليمون التي بجوارها (يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل)، السنن الإلهية اللي ربنا هدى كل كائن ليأخذ ما يصل به إلى كماله المقدَّر لنوعه، الثعابين تأتي من قارة إلى قارة وتبيض وترجع لا تضل، فهذه الهداية العامة،وهناك هداية خاصة بالمكلَّفين لكنها هداية البيان والدلالة أن الله بيّن للناس جميعاً طريق الخير من طريق الشر وأقام عليهم الحجة بما أعطاهم من العقل وبما بعث لهم من الرسل وبما أنزل عليهم من الكتب، وهذا معنى قوله تعالى (إنا هديناه السبيل..) عن الإنسان (.. إما شاكراً وإما كفوراً) (وهديناه النجدين )، (فألهمها فجورها وتقواها)، فكل إنسان عنده هذه الهداية البيانية بحيث أنه لا يقول أنا لم أعرف، لا، إذا لم تعرف فلن تُسأل (وما كنّا معذِّبين حتى نبعث رسولا) وهذه الهداية لا تستلزم الاهتداء أنه بس ربنا يبين لك وبعدها توفّق أو لا توفّق فهنا نجد القرآن يقول (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) هديناهم يعني هداية البيان دللناهم على الطريق وبيَّنَّا لهم الحق من الباطل والخير من الشر ولكنهم للأسف استحبوا العمى على الهدى، الهداية الثالثة هي هداية التوفيق الهداية المستلزمة أن الإنسان يهتدي فعلاً ويسلك الطريق المستقيم وهي التي نسألها الله كل يوم سبع عشرة مرة على الأقل، في الفاتحة نقول (اهدنا الصراط المستقيم) يعني وفّقنا بحيث نسلك الصراط المستقيم، هذه الهداية يعني الله يخص بها من يشاء، وهذا الذي جاء فيه قوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) يعني الرسول يهدي الجميع يبيّن لهم (وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له.. ) يعني تدعوهم وتبين لهم إنما الاهتداء يعني لازم الإنسان يبذل جهداً ليهتدي فبعض الناس يهتدي وبعضهم لا يهتدي، الله لا يغلق قلب أحد يعني اليهود قالوا قلوبنا غُلف، احنا قلوبنا يا محمد مطموس عليها لن نقدر أن نسمعك قال (بل طبع الله عليها بكفرهم) ربنا لم يخلق قلباً أغلف القلوب كلها مفتوحة للهداية ولكن الإنسان هو الذي يطمس عليها بسوء عمله ولذلك قال (وما يضلّ به إلاّ الفاسقين)، ربنا لا يضل الناس عامة ربنا يضل الفاسقين الذي عنده استعداد للشر أو كذا فيضله الله عز وجل.

إلى أعلى 

المقدم
طيب آيات مثل (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون)، يعني لم تربط بفسق ولم تربط بكفرهم؟

القرضاوي
لكي نفهم القرآن، يعني من الأخطاء في هذه القضية أخذ بعض الآيات دون بعض لابد لكي نفهم الموضوع نجمع آيات القرآن ببعض مثلاً في آية أخرى يقول (فريقا هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة)، (إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) يعني حقت عليهم الضلالة بسبب من عندهم، الله لا يضلهم هكذا ابتداءاً، لا.

المقدم
لابد من حافز بشري لكن أنا سؤالي هو يدرج بعد هذا مباشرة أنه إذا كانت الهداية من الله مربوطة بهذا العمل .. أين موقع علم الله السابق في هذه القضية، أن الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق الخليقة هو يعلم ما سنرتكب من معاصي وآثام وما سنرتكب من حسنات إلى أي درجة علم الله هذا يؤثر؟

القرضاوي
هو من ضمن الشبهات التي يذكرها الجبريون يعني من ضمن ما يذكرونه مسألة آيات الهدية (يهدي من يشاء ويضل من يشاء) ويتخذون من هذا ذريعة أنه.. ولكنه كما قال (ويهدي إليه من أناب)، (وما يضل به إلا الفاسقين) يعني (إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبّار)، (فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية)، (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، ثم من الأشياء التي يذكرونها قضية العلم الإلهي السابق، يقول لك إذا كان ربنا علم أنني سأقع في المعصية وعلم الله لا يتخلف وإلا انقلب العلم جهلاً فمعناه أني لابد أن أقع في المعصية ولكن نقول لهؤلاء إن العلم صفة كاشفة وليس صفة مؤثِّرة يعني علم الله عز وجل يكشف الأشياء لا يؤثر فيه وأنا أضرب مثل بهذا أنه مثلاً لو واحد أستاذ عنده تلاميذ في الفصل وعنده دفتر كاتب فيها ملحوظات أمام هؤلاء الطلاب الذين يدرسون معه كاتب أن الولد هذا سوف يأخذ جيد جداً والطالب هذا سوف يأخذ ممتاز وهذا سيأخذ مقبول وهذا سيرسب وهذا كذا وكاتب هذا عنده وجاء في آخر السنة بعد ما عمل لهم الامتحان وأعطاهم النتائج طلعت مثل الدفتر بالضبط قال لهم العملية هذه أنا كنت كاتبها عندي هل لأحد منه أن يقول له أنت كنت عارف قبل ذلك، أنت مالك؟ هذا لي وليس لك أنت حوسبت على عملك، فالله سبحانه وتعالى علمه يعني على حسب ما تقع الأشياء يعني علم أن هذا الشخص سيختار الخير ويمشي في طريقه ويجاهد في سبيله فسيصل إلى النتيجة الطيبة والآخر عكس ذلك سيصل إلى نتيجة سيئة وبعدين أيضاً نحن لا نعلم هذا القدر يعني ربنا سبحانه وتعالى أخفى هذا الغيب عنّا إنما الغيب كتاب صانه عن عقول الناس رب العالمين فلا نعرف إلا ما يتبدى منه حيناً بعد حين، ويؤكد هذا أنه لو كان العلم السابق يعني يجبر الإنسان لكان الله مجبوراً على أفعاله لأن الله يعلم أفعاله قبل أن تقع فهل هو مجبور على هذه الأفعال لأنه علمها، لا، الله مختار مريد بإجماع الكل.

إلى أعلى 

المقدم
يعني هل علم الله سبحانه وتعالى هذا له علاقة بإرادة الله؟ أم أن صفة العلم ليست بالضرورة متصلة بصفة الإرادة؟ لأن ما ينفذ في الكون هو إرادة الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون بينما علمه ليس له نفس التأثير في الناس.

القرضاوي
الإرادة هي صفة مؤثرة ولذلك اختلفت الطوائف الإسلامية في مسألة الإرادة أن أهل السنة يقولون أن مجالات القدر هي أربعة مراتب، مرتبة العلم أن الله علم الأشياء قبل وقوعها وهي تقع وفق ما علم يعني كل ما يحدث  في الكون وفق تصميم إلهي سابق ويقع هذا مثل المهندس ما يبني العمارة على وفق التصميم الذي صمَّمه وكل ما يقع في الكون يقع حسب علم الله هذه المرتبة الأولى، المرتبة الثانية الإرادة أن الله سبحانه وتعالى علم هذا الشيء فهو يريد هذه الأشياء، هناك خلاف بين أهل السنة والمعتزلة أهل السنة يقولون كل ما يقع في الكون بإرادة الله عز وجل، المعتزلة يقولون الله لا يريد المعاصي ولا الشرور ولا القبائح هذه تقع بإرادة الإنسان وأهل السنة يقولون ليس معقولاً أن يقع في ملك الله ما لا يريد فهنا الخلاف.

المقدم
يعني يضيفون أن الله سبحانه وتعالى قد يريد مالا يحب يعني هو أراد لهذه المعاصي أن تكون ولكنه لا يحبها ولا يرضاها.

القرضاوي
نعم كما قال (..لا يرضى لعباده الكفر)، المعتزلة لم يفرقوا بين الإرادة والرضى والأمر والمحبة اعتبروا هذه كلها معنى واحد، أهل السنة قالوا لا، يعني الإرادة إرادتان كما يبين القرآن، هناك إرادة شرعية دينية وإرادة كونية قدرية، الإرادة الشرعية الدينية يعني قد يتخلف عنها المراد مثل قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً)، (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، هذه إرادة دينية فالإرادة الدينية ربنا يريد هكذا يعني يحب هذا منكم ولكن انتم قد لا تفعلونه إنه يريد بكم اليسر وأنتم تعسروا على أنفسكم، إنما الإرادة الكونية هي أنه إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، لا يتخلف مرادها، لابد أن يقع المراد.

إلى أعلى 

المقدم
لكن حتى  في إرادة الله هذه رغم أنها مؤثرة إلا أنها لا تدخل في المجال الذي نتحدث عنه في باب الهداية يعني ما زال الإنسان مخيَّراً بإرادة الله..

القرضاوي
هنا أريد أن أقول أنّ الإنسان يريد ويشاء عمله لأن الله سبحانه وتعالى شاء له أن يشاء، القرآن يقول (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا)، (وما تشاءون إلا أن يشاء الله، إن الله كان عليماً حكيماً)، (فمن شاء ذكره..) (لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله..)، فالإنسان يشاء بمشيئة الله يعني يشاء لأن الله أراد له أن يشاء، الله أراد أن يخلق هذا النوع من الخليقة واستخلفه في الأرض وحَّمله أمانة التكاليف وأعطاه العقل والإرادة والقدرة وبعث له الكتب وأنزل له الرسل وقال له اعمل فإرادة الله ليست معناها أنها تجبر الإنسان لأنه الله أعطاه الإرادة التي بها يرجّح والقدرة التي بها ينفّذ.

المقدم
بناء على هذا لو سمحت لي بسؤال استنتاجاً على ما قلت هل يمكن القول أن إرادة الإنسان وخياره خاضع لنفس قانون السببية المطلوب منه أن يتبعه، الإنسان مطلوب منه أن يتبع الأسباب في رزقه في عمله في نجاحه في أي مسعى من مساعي حياته هل نفس القانون ينطبق على موضوع الهداية والإيمان والكفر؟

القرضاوي
هو نفسه هو القانون واحد هي سنة واحدة الله سبحانه وتعالى أقام هذا الكون كله على شبكة الأسباب والمسبَّبات والسنن التي لا تبديل لها ولا تحويل (فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا)، فالقدر لا ينافي الأسباب، بالعكس أنه الأسباب مقدورة والمسبَّبات مقدورة فالإنسان يقيم أعماله أو ينشئ أعماله بالإرادة التي أعطاها الله له وبالقدرة التي أودعها الله فيه.

إلى أعلى 

المقدم
طيب أنا لو سألتك عن الموضوع الأول أنت ذكرت أن هناك أشياء من الهداية الكونية العامة والتي لا دخل للإنسان فيها إرادة الله نافذة فيها إذا توفي عزيز لا نملك إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) لكن لو سقط جسر كُلّفت ببناءه حكومة وثبت أن في ذلك تقصير هل يمكن القول بأن القدر هو السبب وبالتالي يعفى من المسؤولية وإن كان مسؤولاً عن مثل هذا؟

القرضاوي
يعني هناك أشياء فوق قدرة الإنسان يعني زلزال مثلاً حطم هذه الأشياء فلا نملك إلا أن نسلم بالقدر إنما أحياناً زي ماثبت في تركيا أن كثيراً من المقاولين غشوا في المباني وهذه الأشياء حتى في زلزال تايوان الأخير قالوا المباني التي بنيت في العشر سنوات الأخيرة كانت هي أقرب إلى السقوط من المباني القديمة فهذا دليل على الغش والتدليس، وفي مصر عمارة سقطت سموها عمارة الموت وسيق الذين بنوها المهندس والمالك وغيرهم إلى المحاكمة لأنه تبين أن هناك غشاً طبعاً الذين ماتوا في هذه الأشياء مقدر عليهم لكن هناك الذين تسببوا في هذا هم مسؤولون عن هذا يعني لا يجوز لنا أن نقول هذا قدر ماذا نعمل؟ فأنتم السبب في هذا فلازم نفرق بين ما للإنسان اختيار فيه وما ليس للإنسان اختيار فيه النبي عليه السلام قال (إن الله وضع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) لأن الإنسان في الخطأ والنسيان لم يرِد هذا الشيء (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم) (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)، إنما الشيء الذي يفعله الإنسان مريداً مختاراً قاصداً لابد أن يُحاسب عليه ويُسأل عنه خصوصاً ما يتعلق بعموم الناس وبهذه الأشياء فهي أمور خطيرة الاحتجاج بالقدر فيها لا يجوز، وسيدنا عمر جاءه رجل يعني سكران وسأله فقال والله هذه قدر قدره الله عليّ يا أمير المؤمنين فقال لهم اجلدوه حد الشرب وزيدوه عشرين لكذبه على الله، القدر نؤمن به ولا نحتجّ به لا يجوز أن نحتج بالقدر عند المعصية ونقول أن ربنا قدر علينا هذا إنما لازم نرجع باللائمة على أنفسنا، مثلما القرآن ذكر عن سيدنا آدم (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) فهم اعترفوا بينما إبليس يقول (ربِّ بما أغويتني) مع العلم أنه هو الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين فالمؤمن يرجع على نفسه عند الأشياء التي من هذا النوع باللائمة ويتوب إلى الله ويستغفر.

إلى أعلى 

المقدم
طيب خليني أسألك كونك ذكرت قصة إبليس كيف تفسر قوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) هل هي من باب الأدب فقط، يعني تأدباً مع الله سبحانه وتعالى؟

القرضاوي
هذه الآية إذا نظرنا إلى سياقها وصياغها نجد أن بعض العلماء الأشعرة يستدل بها أن الله هو خالق كل شيء وخالق عمل الإنسان وفي ردهم على المعتزلة فاستدلوا بهذه الآية التي ذكرها سيدنا إبراهيم وهو يحاجُّ قومه ويناقشهم (قال أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون)، يعني تعبدوا الأصنام التي نحتموها بأيديكم، ومن جناية الوثنية على الإنسان أن الإنسان يأخذ الحجر وينحته ويعمل له وجه وأنف وكذا ثم يطلب منه ويسجد له ويسأله أن يجلب له النفع ويدفع عنه الضر فيقول (أتعبدون ما تنحتون * والله خلقكم وما تعملون) يعني الله خلقكم وخلق هذه الأشياء التي تصنعونها وتنحتونها وهي كلها من خلق الله، فهو بعيد عن الموضوع.

إلى أعلى 

الدكتور مرتضى بن زيد المحطوَري
حقيقة لقد أثلج صدري هذا الشيخ الجليل وحقيقة هو عالم ربَّاني، القدر يا سيدي بحر عميق ولذلك لا ينجو منه إلا من أخذ البرهان كما قال الشيخ الجليل القرضاوي لم يفسر القرآن من شق ويترك شقاً آخر لأن الجبر قد نشأ وضربت الأمة بعضها ببعض وكفَّر بعضها بعضاً بهذا، فهناك وأنا أحضِّر رسالتي في القاهرة كنت أتتبع قدري شيعي إلى ما هنالك فاختلفت الأمة في تعريف القدري من هو فقائل يقول القدري هو الذي يقول أن الله عز وجل قدَّر على عباده الكفر والفسق والمعاصي وما إلى ذلك، هذا هو القدري وهذا هو الذي تقول به الزيدية والمعتزلة ومن إليها من العقلاء وهو أنه من قال بأن الله قدَّر على عباده وقضى عليهم الكفر والعصيان فهو قدري وآخرون عكسوا وقالوا القدري هو من يدعي لنفسه القدرة وقد أثلج صدري الشيخ حفظه الله للأمة بأن المرء لا قدرة له في المحيط حوله الذي يتصرف فيه رب العالمين أما عملي أنا وأنت فلو لم يكن من فعلي ومن فعلك وباختياري وباختيارك المحض الذي لا عوج فيه فتبطل الرسالات ويبطل القرآن، لماذا أرسل الله الرسل، لماذا أنزل الكتب إذا كان الأمر قد حُسم خلقك كافراً وخلقني مؤمناً أو العكس وانتهى الأمر، هذا هو الذي وقع بين الأمة ولذلك هناك الجبر المحض ويقال أنه يتزعمه جهم بن صفوان وما المرء إلا كقلم في يد كاتب أو كورقة في مهب الريح ثم تراجع الأشعرية تقريباً وقالوا بالكسب بمعنى أن إذا فعل الإنسان معصية فهو فعل لله ولكنه كسب له، وقعوا في حيص بيص، ولكن الشيخ القرضاوي والشيخ الغزالي وكبار الأمة وجدوا بأن إنكار الضروريات من المحال ولا يضر المؤمن أن يلتقط الحكمة من معتزلة من زيدية من صغير أم من كبير لأن الله عز وجل لا يكلف أحداً فوق طاقته ولا يجبره على الكفر والعصيان ثم يعذبه لأن هذا من المحال، ولذلك يقال الجبر أموي والعدل هاشمي، وقف آل البيت موقفاً صلباً شديداً في وجه الطغاة لأنهم كانوا يحاولون أن يبرروا أعمالهم بالقضاء والقدر، ما أنا إلا خازن لله، لا أتصرف إلا نيابة عن الله عليكم أن ترضوا بالقضاء والقدر وهكذا، وهذا لا يجوز ولا يصح لأن الله عز وجل يقول (ولا يرضى لعباده الكفر)، (وأن الله ليس بظلام للعبيد)، فهذا الذي ينبغي أن تسير عليه الأمة.

القرضاوي
أنا أريد أن أقول أن الأمة طبعاً اختلفوا في هذه القضية ولكن من اعتصم بكتاب الله وبسنة رسول الله فقد وُفِّق وهُدِي إلى صراط مستقيم، لأن هناك من أفرطوا وهناك من فرّطوا والذين أفرطوا في إثبات القدر هم الجبرية ومقابلهم المعتزلة والقدرية والواقع خير الأمور الوسط وإن كان فكرة الجبرية هي التي شاعت في الأمة، يعني شاع في الأمة الفكر الجبري والعقيدة الجبرية مع أنه النصوص كلها تنفي هذا الأمر.

المقدم
لكن أنا أعتقد أن إشاعتها كان لأسباب سياسية بحتة، يمكن هو الدكتور ألمح إليها.

القرضاوي
هو يمكن من ضمن الأشياء الأسباب السياسية لكن لا نريد أن نضع وزر كل شيء على السياسة هناك أيضاً أفكار تروج عند الناس لأنها تتفق وأهواءهم تعطيهم تبريرات، فالإنسان يحب أن يبرر أحياناً سلوكه فيرميه على القدر، وهناك جبريات مختلفة في الحقيقة، حتى في عصرنا نجد هناك غير الجبرية الدينية هناك الجبرية الاجتماعية، يعني "دوركاين" يقول الإنسان دمية يحرك خيوطها المجتمع ويكاد يجعلون أن الفرد هذا لا إرادة له وأن المجتمع هو كل شيء، هذا نوع من الجبرية، هناك جبرية سياسية التي يقول لك نحن أحجار على رقعة الشطرنج وهناك قوى خفية، أنا ضد الجبريات كلها سواء كانت سياسية أم اجتماعية أم دينية، الإنسان مكلَّف ومختار وهو محاسَب وإلا لماذا قامت سوق الجنة والنار، لماذا جاءت التكاليف الإلهية والأوامر والنواهي لماذا بعث الله الرسل وأنزل الكتب، هذا كله دليل على أن الإنسان مختار والله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون.

إلى أعلى 

المقدم
قولة الصحابي المشهورة "نحن نفر من قدر الله إلى قدر الله" وفي بعض الأحاديث أن "العين كادت أن تسبق القدر" يعني هل من المعقول ومن المشروع دفع القدر؟

القرضاوي
الشيخ عبدالقادر الجيلاني المربي الصوفي الشهير له كلمات نقلها عنه ابن تيمية وابن القيم، له كتاب في فتوح الغيب وذكر هذه الكلمات، قال : "إن الناس إذا ذكروا القدر أمسكوا عنه ولكني انفتحت لي فيه روزنة يعني كوة نافذة صغيرة فليس الرجل من يستسلم للقدر إنما الرجل من ينازع القدر بالقدر، فنازعت أقدار الحق بالحق للحق"، الرجل من ينازع القدر بالقدر، يدفع قدراً بقدر، يعني الناس يظنون أن المقدَّر هو المسبَّبات فقط، لأ هو المسبَّبات بأسبابها ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام سُئل: يارسول الله أرأيت أدوية نتداوى بها وتقاة نتقيها ورقى نسترقيها هل ترد من قدر الله شيئاً" فقال "هي من قدر الله"، قال لهم هي من قدر الله، ليه تعتبر أن المرض من القدر والدواء ليس من القدر، كما أن المرض من قدر الله الدواء أيضاً من قدر الله، فالناس تظن مادام مقدر عليّ المرض لماذا آخذ دواء، لا، أنت مقدر عليك المرض ومقدر عليك أن تُشفى بالدواء، فلهذا الكلمة التي انت قلتها هي كلمة سيدنا عمر حينما أراد أن يذهب إلى الشام بالصحابة ثم في الطريق قالوا له أن هناك طاعون في الشام وباء يعني يُهلِك الناس ويحصدهم حصداً خاصة في ذلك الوقت لا فيه مصل ولا لقاح ولا كذا والعدوى شديدة فشاور المسلمين، شاور المهاجرين وشاور الأنصار وشاور مشيخة قريش وانتهى إلى أن الأصلح أن يعود بالمسلمين فسيدنا أبو عبيدة قال له: يا أمير المؤمنين أتفر من قدر الله، فقال له: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت إن كان لك إبل وأمامك واديان أحدهما مخصب والآخر مجدب ترعى المخصب ولا المجدب" قال: أرعى المخصب قال له: "هذا إذا رعيته بقدر الله وهذا إذا رعيته بقدر الله" إنما قدر الله يجعلك تختار الأفضل فالإنسان يستطيع أن يدفع القدر بالقدر تدفع قدر الجوع بقدر الغذاء وقدر الظمأ بقدر الشرب وقدر المرض بقدر الدواء، أقدار بأقدار.

المقدم
حلها سهل بالشبكة التي تحدثت عنها شبكة الأسباب والمسببات، نحن لا نعلم ما قدر الله لنا فنأخذ بالأسباب حتى يتحقق ما قدره الله.

القرضاوي
والأسباب مقدرة، يعني لم تخرج عن القدر أنت تستعمل القدر تدفع قدراً بقدر هذه سنة الله الأقدار يدفع بعضها بعضاً.

إلى أعلى 

مشاهد من بريطانيا
السلام عليكم، في الحقيقة سعدت أن الدكتور يوسف القرضاوي ذكر الشيخ عبدالقادر الجيلاني في آخر تعليق لأن السؤال وإن كان مرتبط أكثر بموضوع الحلقة السابقة إلا أنه يمكن أيضاً أن يستمر في هذه الحلقة، لأن الشيخ أيضاً تكلم في الحلقتين السابقتين عن الصوفية على أساس أنه مما يوصف به العلماء أن ذلك محدِّث وذلك مفسِّر وذلك صوفي.. إلخ، فالأمة ما بين من يرى أنه يجب على كل إنسان أن يكون له شيخ حي يربيه وبين من يرى أن حتى من هو حجة وبحر في العلم والحديث والتفسير إذا عُرف أن له علاقة بالتصوف أو الصوفية فهو يكاد يخرجونه من الملة فأين الشيخ القرضاوي وهو رائد التوسط والوسطية بين هذين الفريقين، وجزاكم الله خيراً.

القرضاوي
أريد أن أعلق، واحد يقول أن الصوفية أناس كويسين وطيبين والآخر يقول انت تريد أن نتحد مع الصوفية وأهل البدع وأهل الضلالات يعني رضا الناس غاية لا تدرك

 

ومن في الناس يرضي كل نفس

وبين هوى النفوس مدى بعيد

 

نحن هنا نعرض الإسلام حسب ما يتبين لنا من كتاب الله وسنة رسوله ولسنا ضد فئة معينة بإطلاق لأن الصوفية فيهم المستقيم وفيهم المنحرف، فيهم المخلص وفيهم المرتزق فيهم المتسنن وفيهم المبتدع، كما في غيرهم من الطوائف، فأنا لا أتخذ موقفاً ضد الصوفية بإطلاق ولا مع خصومهم بإطلاق، وحتى ابن تيمية وهو الذي هاجم الصوفية ولكن قال إن فيهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق للخيرات بإذن الله كما في سائر الطوائف كما عند المتكلمين وكما عند الفقهاء وكما عند المحدِّثين يوجد هذا ويوجد ذاك، فنحن نحكم بين الطوائف المختلفة بالحق، والإمام ابن القيم في قضيتنا التي نحن فيها هذه، يقول إنه مع كل طائفة من هذه الطوائف المعتزلة والجبرية يقول معهم حق وباطل فنحن نأخذ الحق من كل طائفة وندع باطلها، يعني الجبرية معهم حق أن الله هو صاحب الملك كله وهو مدبر الأمر وله الخلق والأمر وهو خالق كل شيء، هذا صحيح لكن أغفلوا شيء آخر أن الإنسان مكلف ومسؤول والله أعطاه ما يقدر به على العمل ويصبح مسؤولاً عنه، فنأخذ الحق من الجبرية، المعتزلة قالوا أيضاً الإنسان مختار ومسؤول عن عمله وكذا وأن الله لا يظلم الناس شيء ولذلك سموا أنفسهم أهل العدل، ولكنهم أغفلوا الجانب الآخر أن كل شيء يقع بإرادة الله تعالى، فابن القيم يقول أن مهمتنا عسكر التوحيد وأهل العلم والإيمان أنهم يجمعوا حق الطوائف كلها بعضها على بعض يعني نأخذ من هذا أحسن ما قال ومن هذا أحسن ما قال ومن هذا أصواب ما قال ونجمع هذا كله ونأخذ منه منهجاً سليماً، هذا هو المنهج الذي أعتقده سليماً.

إلى أعلى 

مشاهد من الإمارات
السلام عليكم، أدخل في صلب الموضوع ربما أساعد الشيخ بطريقة ثانية فأقول القسم الأول الذي صار بين آدم وبين الشيطان وقول الله سبحانه وتعالى (وقلنا اهبطوا) جميعاً (بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)، الآية الثانية تقول (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وتمر الأزمان حتى يأتي قول الله تعالى (يا حسرة على العباد)، يعني الله سبحانه وتعالى لهذه الدرجة عندما يتحسر على العباد (ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) يعني لو كان الله سبحانه وتعالى يتدخل في شؤون العباد كما يُقال فكيف يتحسر على العباد ويقول (يا حسرة على العباد)، الله سبحانه وتعالى التزم (قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى)، هذا الالتزام من الله سبحانه وتعالى، أما بالنسبة للإنسان فهذا ما حدث (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً)، (ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد)..

إلى أعلى 

مشاهد من تونس
أريد أن أسأل الدكتور القرضاوي، لأن هذا الموضوع لا يمكن لأي شخص أن يتحدث فيه لابد أن نرجع للعلماء، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال، قال للخطيب (بئس الخطيب أنت) لأنه جمع بين لفظ الجلالة وبينه بدلاً من أن يقول ومن يعص الله ورسوله فقد غوى، قال ومن يعصهما فقد غوى هذا باتفاق المذاهب الأربعة، لم يرتكب حراماً ولكنه ترك الأفضل وقال له الرسول (بئس الخطيب أنت)، فلابد على كل مسلم إذا عرف أن هناك مسألة تخالف اعتقاد الرسول أن  يحذِّر منها وإلا فكيف لنا أن نحافظ على هذا الدين هل نترك الناس تعبث بدين محمد ونسكت كما ذكر الدكتور القرضاوي بأن الرسول يخطئ ويأتي الوحي ويصحح له وهذا فيه رفض للقرآن (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) والقاعدة أنه لا اجتهاد مع النص..

المقدم
سوف أطلب من الشيخ أن يوضح هذه القضية لأن في الحقيقة وصلني أكثر من فاكس بعد الحلقة الماضية واستهجنوا استهجاناً كبيراً وأنا استهجنت لاستهجانهم في الحقيقة لأن هذا مما أجمع عليه الجمهور أن الرسول صلى الله عليه وسلم في غير موضع الرسالة يخطئ ويصحِّحه الوحي..

القرضاوي
هذا يا أخي شغل العوام، يعني المشكلة حينما يدخل في العلم العوام الذين لم يقرأوا ولم يدرسوا ولم يرجعوا إلى مصادر العلم الأساسية وينابيعه الصافية فهم يستشكلون ما لا يجوز أن يُستشكَل، العلماء المحققون أثبتوا أن الرسول عليه الصلاة والسلام يمكن أن يخطئ لأنه يجتهد، وأنا لم أقل هذا أنا دائماً أذكر الكلام وأدلل عليه وذكرت من القرآن أن الرسول عليه الصلاة والسلم أخطأ لذلك عاتبه الله لماذا قال له (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا)، (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم)، (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى)، (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)، حتى أن عائشة رضي الله عنها قالت: لو كان محمد كاتماً شيئاً مما أنزل عليه من ربه لكتم هذه الآيات التي تعاتبه وأن قلت أن المزية للنبي عليه الصلاة والسلام وهذا أمر أنا لا أخترعه موجود في الكتب، من يرجع لكتب الأصول وإلى كتاب الاجتهاد في علم الأصول كل كتب الأصول فيها في لواحق الأصول لكتاب الاجتهاد والفتوى، فبحثوا هل الرسول يجتهد أو لا؟ قليلون من العلماء قالوا لا يجتهد واستدلوا بما ذكر الأخ (وما ينطق عن الهوى) ولكن المحققين والجمهور قالوا إنه يخطئ ويجتهد ويصحح له الوحي يعني يخطئ في أمور الدنيا كما قضية تأبير النخل وقال "وهل أنتم أعلم بأمر دنياكم" كما جاء في صحيح مسلم ويخطئ أحياناً حتى في الأمور التي تتعلق بالتشريع وينزل الوحي مصححاً له، ميزته عن غيره أنه غيره يجتهد ولا يصحح له أحد، إنما هنا لا يتركه حتى جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلتُ في سبيل الله تُكَفّر عنّي خطاياي؟ قال له نعم، ثم ولّى الرجل خطوات فبعد خطوات نادوا الرجل وقال له: "تُكَفّر عنك خطاياك إلاّ الدَين، أخبرني جبريل بها الساعة"، فاستدرك عليه فهذا أمر أنا أستغرب الذين يريدون أن يفرضوا أنفسهم على العلم وليس عندهم منه إلا قشور أو قراءات سطحية يريدون أن يتدخلوا ويخطِّئوا العلماء هذه جرأة عجيبة في الحقيقة هذا أمر قرره جمهور العلماء.

المقدم
ممكن أسألك سؤال بسيط، ممكن تشير إلى كتاب أو كتابين الأخوة يرجعوا له.

القرضاوي
أقرب شيء يرجعوا لكتاب (المحصول في علم الأصول) للإمام الرازي أو لكتاب (المنهاج) للبيضاوي أو كتاب الأسنوي أو أقرب من هذا كله كتاب (إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول) للشوكاني وفيه جاب كل هذه الآراء.

إلى أعلى 

مشاهد من ألمانيا
مساء الخير، والله أنا لي نداء بسيط جداً للدكتور القرضاوي إذا سمحت لن يأخذ أكثر من ثلاثين ثانية، لي بنت في السنة الخامسة الابتدائية ويعطوهم كتاب عبارة عن قصة تاريخية عن المسيحية واليهودية والدين الإسلامي حتى يأخذ الأطفال فكرة عن الأديان مع بعض، في القسم الإسلامي كاتبين أشياء جيدة ولكنهم يضعون صورة لسيدنا محمد وسيدنا جبريل في هذا الكتاب وهذا شيء يضايق أي مسلم، فذهبت إلى المدرسة وشكيت وارسلت رسالة إلى مسجد في (منشن) ومسجد الأتراك في برلين (السنة) ولم يتحرك أحد حتى الآن، وذهبت إلى مدير المدرسة وأمامه شطبت على الصورة بيدي وقلت له أني متحمل أدفع ثمن هذا الكتاب لأنه حرام عندنا في الإسلام أن نصور الرسول والملائكة. أود أن يتوجه الشيخ القرضاوي بنداء لزعماء الدول الإسلامية بتقديم إحتجاج للسفارات الألمانية على هذه الصورة لسيدنا محمد والعياذ بالله وسيدنا جبريل.

القرضاوي
بالنسبة لموضوع الصورة، لابد أن يتعاون مع إخوانه هناك في ألمانيا فهناك مراكز إسلامية وهناك مجالس، فالأخوة في ألمانيا هم أقدر الناس على أن يعالجوا هذا الموضوع يعني لا يستدعي الموضوع أن نبعث إلى رؤساء الدول، أنا أعرف أنه كان هناك في ألمانيا الأستاذ عبدالجواد الفلاتوري وكان يتتبع الكتب الدراسية ويخرج منها المآخذ عليها من الناحية الإسلامية وقام بمجهود جيد جداً في هذا واستجابت له السلطات الألمانية كما حدثنا منذ سبع سنوات رحمه الله، فهذا واحد كان يرأس أكاديمية إسلامية وقام بمثل هذا المجهود مع جماعة معه، فالأخوة في ألمانيا يستطيعون أي يقوموا بهذا الأمر إذا تعاونوا فيه ويستطيعوا أن يطلبوا من السلطات أن هذا الأمر يؤذي المسلمين ولا يقبلونه، وهم كاتبين هذا ليؤلفوا قلوب المسلمين.

إلى أعلى 

مشاهد
السلام عليكم، فضيلة الشيخ القرضاوي حفظكم الله، نرجو من خلال هذه الأطروحات التي طرحت من خلال البرنامج والصورة التي تتضح من بلبلة وتداخل واقتحام العوام في العلم والاعتراض على العلماء ألا ترى يا شيخنا أن الأمر قد أصبح فرضاً شرعياً وضرورة ملحة في أن ينجز المشروع الإسلامي من خلال أهل الفكر والتجديد والاجتهاد وفضيلتكم شيخ هذا التيار ولكم باع طويل في علاقتكم بالعلماء الذين يتزعمون خط الوسط والاعتدال، إلا ترى أن هناك أهمية من خلال هذا البرنامج أن ننجز المشروع الإسلامي المتكامل الذي نعرضه على العالم ونقول لهم هذا ديننا .. الاقتراح أن تدعو فضيلتكم وتعمل على جمع أهل الفكر والاجتهاد والتجديد في إنجاز مشروع إسلامي حضاري من خلال كتاب أو الإنترنت أو القنوات الفضائية لكي يكون بين يدي المسلمين وجزاكم الله خيراً.

إلى أعلى 

المقدم
عندي سؤال يقول قال تعالى (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) وهو يقول إذا قتل إنسان إنساناً آخر فالأول قَتل باختياره والثاني قُتل بما قُدّر عليه فكيف نوفق بين الحالين وفعل القتل واحد؟

القرضاوي
هو الاثنين مقدر، فهذا قدر الله له أن يَقتل والثاني قدر الله عليه أن يُقتل، القدر يعني يشمل كل شيء، الفعل الخطأ والفعل العمد، الفعل المثاب والفعل المعاقب، فكلاهما القدر واقع عليهما يقيناً، ولكن هذا لا يعفيه من المسؤولية.

إلى أعلى 

المقدم
وصلني فاكسات كثيرة حول نفس الموضوع أحدها يقول الله سبحانه وتعالى يعلم الغيب فهو يعلم مصير كل فرد منا إذا كان سوف يدخل الجنة أو النار حتى قبل أن يولد فإذا كان هذا مكتوب له قبل ولادته فكيف يكون مخيَّراً؟

القرضاوي
نحن قلنا أن العلم أن الله كونه قد علم هذا وكتبه وكل شيء مكتوب (ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)، (وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر)، مسطور عند الله (كان ذلك في الكتاب مسطورا)، ولكن هذا لا يمنع مسؤولية الإنسان وأنا شبهت هذا بالمفكرة التي يكتبها الأستاذ عن تلاميذه ليس من حق أحدهم أن يسأله عما يكتب، أنت مالك أنا أكتب هذا لنفسي وليس لك، هذا لا يفرض عليك شيئاً الله علم الأشياء على ما تقع عليه، يعني علم أن الشخص هذا لن يدخل الجنة من غير شيء، سيدخل الجنة لأنه عمل أعمالاً، اختار طريق الخير وسلكه وأدى ما أمره الله به واجتنب ما نهى الله عنه فوصل إلى الجنة بطريقها وأن الآخر عمل عكس هذا اختار طريق الشر وسار فيه واتبع الهوى وسار في ركاب الشيطان فانتهى إلى النار، ليس فقط أن هذا داخل الجنة ارموه في الجنة وهذا داخل النار احذفوه في النار.. لا، كل  واحد بيدخل الجنة بعمله (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون)، والنار بما كنتم تكسبون (لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت).

المقدم
والأساس أن علم الله سبحانه وتعالى أداة معرفة وليس أداة تأثير.

القرضاوي
أداة كشف، أي صفة كشف وليست صفة تأثير.

إلى أعلى 

مشاهد من فرنسا
سؤالي في الحقيقة وإن تكلمتم عن القضاء والقدر سؤالي كان على بعض الناس الذين يستدلوا به كالدكتور القرضاوي، فهو لماذا نسمع من الدكتور القرضاوي دائماً مدحه لزعماء الوهابية واستدلاله بأتباع وتلاميذ ابن تيمية، وابن تيمية الذي رد عليه مئات العلماء لأنه خرق الإجماع في نحو ستين مسألة كما ذكر ذلك الحافظ ولي الدين؟

المقدم
يا أخ، شكر الله لك، نعتقد أن هذا يذكرنا بالسؤال الذي وصل للشيخ من صوفي على اليمين ومن لا يريد الصوفية على اليسار، يا إخواننا خير الأمور الوسط، الذين ردوا على ابن تيمية كثر صحيح والذين أيَّدوا ابن تيمية كثر وما أعتقد أنه يعيب أي عالم أن يمدح عالم آخر، من لا تعجبه آراء ابن تيمية هو ليس ملزماً بأخذها.

القرضاوي
يا أخي هذا حبشي من الأحباش المتطرفين، وهؤلاء الناس لا وزن لهم وهؤلاء يعني تآلبوا على أنهم في كل حلقة لازم.. يعني هذا الشخص اتصل قبل ذلك وقال هذا الكلام ويعيده مرة أخرى يعني هو نفسه اتصل وقال نفس الكلام فهذا الكلام نحن لسنا متفرغين لهذا الكلام.

مشاهد من ألمانيا
الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك غير رسول الله، فما رد الدكتور القرضاوي على هذا، وأنا أشاهد هذا البرنامج منذ فترة طويلة ومنذ أسبوعين اتصل بك فضيلة الشيخ جميل حليم من لبنان وطالبك بالمناظرة العلنية العلمية..

القرضاوي
يا أخي هؤلاء الناس لا يعقلون يعني هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ما من أحد.. هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هذا من كلام ابن عباس ومن كلام الإمام مالك إمام دار الهجرة، فهؤلاء الناس يريدون أن يبرزوا أنفسهم، أنا لو أريد أن أناظر هؤلاء أحيلهم على بعض تلاميذ تلاميذي ليناظروهم أنا لا أنزل إلى مستوى الذين لا يعرفون الحديث من غير الحديث ولا يعرفون.. ما هؤلاء؟ لا يجب أن تستمع إلى هؤلاء يجب أن تزجره وتنهره.

المقدم
هو سمع من كان قبله وقلنا ادخل في الموضوع فقال سأدخل في الموضوع ودخل في موضوع آخر.. أرجو أيها الأخوة أن لا تسببوا مزيداً من الإحراج نحن موضوعنا هذا اليوم هو القضاء والقدر والإنسان مسيَّر أم مخيَّر نحن لسنا ملزمين برأي هذا العالم أو ذاك كل ما نحاول أن نقوله في هذا البرنامج هو أن نحاول أن نجعل الإسلام أكثر قرباً لأذهان الناس من لا تعجبه هذه الطريقة نعتقد أن البرامج الدينية كثيرة على أكثر من محطة وأكثر من فضائية هذا هو الشيخ القرضاوي وهذا البرنامج للشيخ القرضاوي من أحب أن يشاهده فعلى الرحب
والسعة ومن لم يعجبه فأرض الله واسعة..

إلى أعلى 

المقدم
لو عدت بك لموضوعنا مرة أخرى، أخ بعث لي بالفاكس ذكر لي تشبيه يقول قرأت لأحد الكتّاب المسلمين مثالاً لطيفاً للتسيير والتخيير حول موضوع هل الإنسان مخيَّر أم مسيَّر والمثال هو لو فرضنا أن إنساناً كُسرت يده ولا يستطيع تحريكها إلا بواسطة طاقة كهربائية خارجية فتبقى حركة اليد معتمدة اعتماداً أساسياً على تلك الطاقة الخارجية فإذا انقطعت تبقى اليد مشلولة وإذا وصلت الطاقة إليه فباستطاعته تحريكها لكن يبقى تصرف الإنسان وإرادته بتلك اليد هل يوجهها نحو الخير أو نحو الشر فما هو رأي الشيخ؟

القرضاوي
هذا تشبيه جيد، وهناك كلمة جيدة الحقيقة قالها الدكتور محمد إقبال شاعر الإسلام وفيلسوف المسلمين في الهند قال المؤمن القوي والمؤمن الضعيف، المؤمن الضعيف يحتج بقضاء الله وقدره يقول لك ربنا قدر عليّ والمؤمن القوي يعتقد أنه قدر الله الذي لا يُغلب وقضاءه الذي لا يُرد يعني آفة المسلمين في عصرنا أن كل شيء يقال فيه يا أخي ربنا قدّر علينا هذا.. ويتخذ القدر حجة للقعود عن عمل الصالحات وعن اجتناب السيئات وعن المشاركة في معارك الأمور، فإقبال يقول لك المؤمن القوي يقول أنا قدر الله، وهذا ما قاله الصحابة، بعض الصحابة حينما التقوا بالفرس فأحد قادة الفرس سأله من أنتم وما الذي جاء بكم، يعني كان العرب قديماً يذهبون إلى الفرس ويعتبرون الفرس دولة كما ننظر الآن إلى الأمريكان أو إلى كذا، فقال له نحن قدر الله، ابتلاكم الله بنا وابتلانا بكم فلو كنتم في سحابة لصعدنا إليكم أو لنـزلتم إلينا، هذه نظرة المسلمين الواحد منهم كان يعتقد أنه قدر الله الذي لا يُغلب والنبي عليه الصلاة والسلام قال "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان"، هذا المؤمن القوي يعني يستعين بالقدر ولا يحتج بالقدر، لا تعجز يعني لا تفعل فعل العاجزين، أمام النبي عليه الصلاة والسلام تصارع رجلان فغلب أحدهما الآخر فقال المغلوب حسبي الله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال "إن الله يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله"، يعني أنكر على الرجل أنه استسلم وقال حسبي الله، وهذه كلمة يعني أنه ليس لدي أكثر .. لا لازم تحاول وتدافع ثم إذا عجزت تماماً قل حسبي الله فحتى هذه الكلمة وهي كلمة ذكر الله.. إنما وضعها في غير موضعها هو غير مقبول.

المقدم
مثل الاستغفار الذي يحتاج إلى  استغفار.

إلى أعلى  

مشاهد من السعودية
السلام عليكم، عندي سؤال عن الآية الكريمة (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً)، السؤال هو ماهي الأمانة وكيف عُرضت واختارها الإنسان ولم يخترها الجن مثلاً بما أنه مخلوق مخيَّر مثل الإنسان؟، وشكر الله لكم.

القرضاوي
الأمانة هنا هي أمانة التكاليف الإلهية التي حَّمل الله الناس مسؤوليتها، فالإنسان هو المخلوق المكلَّف الذي كلَّفه الله تعالى أن يعبده، كلَّفه بأشياء أساسية، مقاصد الله سبحانه تعالى من الخلق ثلاثة : العبادة كما قال الله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، والخلافة (إني جاعل في الأرض خليفة)، (ليستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون)، والعمارة (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، فهو مكلف بهذه المقاصد الثلاثة والإنسان تحملها إنما هذا العرض هل هو عرض حقيقي ولا عرض مجازي، المفسرين مختلفين في هذا، مثل أيضاً ما جاء في قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى.. ) فالبعض يقول هذا حدث حقيقة يعني والبعض يقول لا هذا مجاز، إن الله سبحانه وتعالى فطر الإنسان على الفطرة السليمة وفطره على التوحيد، والشرك يأتي طارئاً وعارضاً وهنا هل عُرضت بالفعل؟ بعضهم قال بالحقيقة وبعضهم قال لا هذا مجاز ليس من الضروري، والعرب تقول في هذا مثل ما يقول لك مثلاً قال الجدار للمسمار لماذا تشقني قال له سل من يدقني هل حصل هذه المكالمة .. لا، هي إظهارها بهذه الصورة هذا أسلوب من الأساليب، وعلى كل حال الآية تفيد أن الإنسان مسؤول وأمانته أمانة ضخمة بحيث أن الأرض والسماء والجبال لم تستطع أن تحملها وحملها الإنسان.

إلى أعلى  

مشاهد من السعودية
مساء الخير، والله حبيت أسألك عن القضاء والقدر والآية الكريمة (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) هل أن الله سبحانه وتعالى عندما يقدّر على شخص شيئاً ولو عمل شيئاً كالصدقة مثلاً يغير هذا القدر؟ وشكراً.

المقدم
سؤال واصل بالفاكس يقول (لإن شكرتم لأزيدنكم) يعني معنا هنا شيء مقدّر ثم زيادة عليه ثم أن الله تعالى كما ذكر الأخ من السعودية يمحو ويثبت وعنده أم الكتاب وأن الدعاء والقضاء يعتلجان في السماء قبل نزول القضاء على العبد وقد يرفعه الدعاء، فكيف ذلك؟

القرضاوي
هو يعني الحديث أيضاً جاء (لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر) والبعض استشكل على هذا كيف الدعاء يرد القدر؟ ولكن إذا رجعنا إلى السنة التي ذكرناها وهي سنة الأسباب والمسبَّبات وأن الله أقام الكون على هذه السنن التي لا تتبدل ولا تتحول نجد أن الدعاء سبب من الأسباب، مثلما تقول لك مثلاً أنت تحصَّن من ضرب الرصاص بأنك تدخل خندق فهذا الخندق هو سبب من الأسباب يعني لا تقول إذا كان ستنـزل عليّ القنبلة، لا .. خذ بالأسباب، فمن الأسباب الروحية التي جعلها الله سبحانه وتعالى ليدفع بها العبد عن نفسه .. الدعاء، فالدعاء يمكن يرد القدر فهذا يدخل في مسألة الدفع، أن تدفع قدراً بقدر، فالدعاء تدفع به الأقدار كما تدفع قدر الجوع بقدر الغذاء، أما الآية الكريمة في سورة الرعد (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)، فقالوا فيه أشياء يمحوها الله في صحف الملائكة ولكن أم الكتاب هذا ما في اللوح المحفوظ لا يتبدل، والبعض يعطي الآية أبعاد أكثر من هذا، أن هناك محو وإثبات في الكون كله تغيير وتبديل ولكن هناك أشياء ثابتة لا تتغير ولا تتبدل فهو قانون عام أن الجوهر ثابت والعرض يتغير.

إلى أعلى  

المقدم
أعزائي المشاهدين قبل أن نختم هذه الحلقة لعلكم من تابعنا خلال الأسبوعين أو الثلاثة المنصرمة فلاحظوا هذه الهجمة وإن كانت هذه تكبير لقدرهم وأنا أعتقد أنهم لا يستحقون، التعليق الأخير هو أني سألت الأخ هل هو في صلب الموضوع فقال نعم أنا في صلب الموضوع ونحن نتحدث عن القضاء والقدر ثم تحدث عن مناظرة من شيخ ذكر اسمه، أنا لا أريد أن أذكر أسماء ولكن كل ما أريده هو التالي أن هذه ليست أساليب العلماء، هذه مهاترات التحدي والصراعات ليست معهودة ولم تعهد في تاريخ العلماء على الأقل العلماء الذين يحترمون أنفسهم، الباحثين عن الشهرة أنا أنصحهم أن يبحثوا عن برنامج غير هذا وعن محطة غير هذه، والباحثين عن التسلق، أنا أعتقد ليطلبوا سلماً ودرجاً غير هذا، لن يتحول هذا البرنامج إلى صراع ديكة ولن نهين العلم إلى مهاترات في قضايا شرعية، ما يهمني قوله في الختام أن كل ما أثير من تحفظات هي داخلة في باب الفقه، لا تعجبهم بعض فتاوى الشيخ وفي الفقه أنا أعتقد أنه لا يمكن على أحد أن ينكر على أحد طالما..

القرضاوي
أنا أريد أن أقول لهؤلاء، أنا أفكاري يعني ليست بنت اليوم ولا هي وليدة هذه الجزيرة أنا لي أكثر من تسعين كتاباً بعضها طبع عشرات المرات وترجمت إلى لغات العالم فمن أراد أن يناقش أفكاري فليناقشها، يكتب، يعني أنا أفكاري الأساسية أطرحها في كتب فمن كان لا تعجبه هذا الأفكار فليرد على الكتب بكتب مثلها
.

http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=32&version=1&template_id=105&%20parent_id=16

 

-------------------------------------

* Dr. Hassan Ali El-Najjar has a Ph.D. in Sociology and a Master’s degree in Cultural Anthropology from the University of Georgia, USA. He is also a native speaker of Arabic.

 

Opinions expressed in various sections are the sole responsibility of their authors and they may not represent Al-Jazeerah's.

editor@aljazeerah.info